logo

براءة السلفية وأتباعها من غلاة التكفير الإرهابيين وغلاة التبديع المشاغبين

بڵاوکراوەتەوە لە 15ی ئەیلوولی 2025
براءة السلفية وأتباعها من غلاة التكفير الإرهابيين وغلاة التبديع المشاغبين



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
إنّ السلفية الحقّة هي المنهج القائم على الاتباع والاقتداء بالكتاب والسنة، بفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام، وهي دعوة وسطية نقية، بعيدة عن الإفراط والتفريط، تحارب الغلوّ كما تحارب الجفاء، وتدعو إلى الاجتماع على الحق، وتحذّر من التفرق والبدع.
ولكن مع الاسف فقد ابتُليت الأمة الإسلامية في عصرنا بتيارات شاذة نسبت نفسها إلى السلفية زورا وبهتانا، فشوّهت صورتها، وأساءت إليها، حتى صار كثير من الناس يخلطون بين السلفية الأصيلة وبين هذه التيارات التي تلبّست برداء السلفية زورا، ومن أبرز هذه التيارات:
1. غلاة التكفير والإرهاب من تنظيمات كـ”القاعدة” و”داعش” ومن نحى نحوهم.
2. غلاة التبديع والتجريح والتحريش ممن عُرفوا بـ”المدخليين”.
والواجب الشرعي يقتضي بيان الفروق الجوهرية بين السلفية الحقّة وبين هذه الجماعات، نصحًا للأمة وبيانًا للحق.
أولاً: الفرق بين السلفيين المعتدلين وغلاة التكفير المتطرفين الإرهابيين (كالقاعدة والدواعش)
1. في باب التكفير:
• السلفيون يرون أن التكفير حكم شرعي مردّه إلى الله ورسوله، فلا يُكفّرون أحداً من المسلمين إلا بدليلٍ قطعيّ، مع استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، ويميزون بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “وليس لأحد أن يكفّر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط، حتى تُقام عليه الحجة وتُبيَّن له المحجة” (مجموع الفتاوى 12/466).
• الغلاة الدواعش والقاعديون جعلوا التكفير لمخالفيهم بالذنوب والمعاصي أصلاً، والقتل فرعًا ، فأهدروا الدماء بالشبهات والظنون، فقتلوا المسلمين وتركوا الكافرين الأصليين في كثير من المواطن.
2. في التعامل مع الدماء والأموال:
• السلفية تضع القاعدة النبوية نصب أعينها: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم».
• الغلاة استباحوا دماء المسلمين بزعم الردة، فقتلوا المصلين في المساجد، وفجّروا الأسواق، وخالفوا النصوص القطعية، فصاروا أداة تخريب وتشويه لصورة الإسلام، بل نفّروا الناس من الدين.
3. في الجهاد:
• السلفية تعتبر الجهاد عبادة شرعية منضبطة بضوابط الوحي، لا يُعلن ولا يُمارس إلا تحت راية وليّ أمر مسلم، وبقدرة واستطاعة معتبرة، فليس لأفراد الناس أن يقوموا بجهاد يجرّ على الأمة مفاسد عظيمة
• الغلاة حوّلوا الجهاد إلى فوضى حزبية وتنظيمات سرية، شعارها “التفجير” و“الاغتيال” دون ضوابط ولا مراعاة لمصالح الأمة ، بل جعلوه سلّماً لتحقيق مشاريع سياسية وحزبية.

ثانياً: الفرق بين السلفيين المعتدلين وغلاة التبديع التجريح (المداخلة ونحوهم)
1. في باب التبديع:
• السلفيون ينطلقون من العدل والإنصاف، فيحكمون على الأقوال لا على الأشخاص، ويراعون ضوابط الجرح والتعديل الشرعية، ويُفرّقون بين المخطئ والمبتدع، ويرون اأن الأصل سلامة المسلم، ولا يُبدَّع إلا من وقع في بدعة مكفِّرة أو مفسِّقة ظاهرة بعد البيان.
• غلاة التبديع (المداخلة) جعلوا الأصل في مخالفيهم من أهل السنة هو التبديع والهجر، ووسّعوا دائرة التبديع حتى طالت علماء ودعاة من أهل السنة، ورموا الناس بأشنع الألقاب، ويقدحون في نياتهم، وينشرون ذلك على المنابر والفضائيات، وحوّلوا الخلاف السائغ إلى تبديع وتفسيق.
2. في التعامل مع المخالف:
• السلفية الحقّة تسير على منهج السلف في النصح والرفق والعدل، وتجمع بين التحذير من الخطأ وحفظ مكانة العلماء.
• الغلاة (المداخلة) جعلوا الطعن في العلماء منهجًا، والتشهير بالمصلحين وظيفةً، وأحدثوا شقاقًا داخل صف أهل السنة، وفتحوا أبواب العداوة بينهم، حتى انتهى الأمر إلى ما لا تحمد عقباه؛ وهو التسبب بسفك الدم الحرام؛ فقامت شرذمة من المداخلة اليوم (الجمعة- 12-9-2025) بالتسبب بموت (الشيخ السلفي عبد الستار القرغولي –رحمه الله-) المعروف بوسطيته واعتداله, ومنابذته للأفكار المتطرفة, والذين ما كانوا ليصلوا لمرحلة الاستهتار هذه لولا: (دعم بعض القيادات السياسية لهم, وتنسيقهم مع بعض المغرر بهم من القيادات الأمنية في تلك المناطق, وتجاوب بعض كوادر ديوان الوقف السني مع طموحاتهم).
3. في فقه الولاء والبراء:
• السلفية تجعل الولاء لله ولرسوله ولدينه، مع اعتبار نصرة أهل السنة واجبة، وإن وُجد بينهم خطأ أو اجتهاد، والمحبة والبغض تدور مع الإيمان والمعصية. قال الشيخ الألباني: “لسنا من حزب فلان ولا من جماعة فلان، نحن مع الحق حيث كان، ومع السنة حيث وُجدت”.
• غلاة التبديع (المداخلة): جعلوا الولاء والبراء قائمًا على الانتصار لأشخاص ومشايخ بعينهم، فمن لم يوافقهم في هجر فلان أو تبديع علان صار عندهم مبتدعًا أو “مميعا” أو “منحرفا” أو غير ذلك من التسميات.


الخاتمة
يتبين مما سبق أن السلفية بريئة كل البراءة من الطرفين المنحرفين:
• فهي بريئة من غلاة التكفير الذين شوّهوا الإسلام بدمويتهم وإرهابهم باسم الجهاد!.
• وهي بريئة من غلاة التبديع (المداخلة) الذين شتتوا صف أهل السنة بالطعن والتشويه والتبديع بغير حق باسم المنهج والسنة!.
بل هي دعوة قائمة على العلم والعدل، واتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وتحكيم القواعد الشرعية، مع البعد عن الهوى والتحزب ورفض للغلو والتطرف، تسعى لوحدة الأمة على الحق، وتنهى عن الظلم والبغي.
وهذا الذي ذكرناه من (تبرئة السلفية والسلفيين من غلاة التكفير والتبديع) هو منهج أبرز ممثلي الدعوة السلفية العراقية في مختلف مناطق العراق الموقعين أدناه، ونحن ندعوا الجميع –وبخاصة السياسيين , والإعلاميين, والأمنيين, ومحللين, وعلماء دين ودعاة- إلى عدم الخلط بين الدعوة السلفية النقية المعتدلة القائمة على الوسطية والسماحة الإسلامية, وبين الجماعات المتطرفة التكقيرية أو التبديعية المدخلية المنحرفة عن منهج العلماء، فلا يمكن اعتبار المنهج المدخلي ممثلاً للسلفية بصفة عامة، بل هو تيار خاص له سماته التي خالف بها المنهج السلفي الوسطي في العديد من القضايا الجوهرية
نسأل الله أن يُظهر الحق، ويخذل الباطل، ويجمع كلمة المسلمين على الهدى والسنة.
د. عبداللطيف أحمد الأمين
‏12‏/09‏/2025 ‏20‏/03‏/1447